من اين ياتو بها

مساء الخير لجميع أعضاء وعضوات منتدانا الرائع

المخدرات غيمة سوداء في سماء العالم تعاني من ويلاتها جميع الدول فبعد
الأعلان الأخير لوزارة الداخلية بالقبض على (475) مهربا ومروجا للمخدرات تقدر القيمة السوقية للمهرب منها بمليار وسبعمائة وعشرة ملايين وستمائة وثمانية وأربعين ألفا وخمسة وستين ريال .. وقد سبق هذا اعلان لم يمض عليه زمن بعيد عن احباط تهريب مخدرات تقدر قيمتها بمليار واربعمائة مليون ريال . وهذا يعني اننا نتحدث عن ثلاث مليارات وهذه القيمة تدل على استهداف البلد كسوق رائج لتمير تلك الكميات مما يجعل المملكة سوقا مستهدفا يسعى فيه فيه المروجون لتوسيع ورفع نسبة المدمنين . كما أن القيمة المضبوطة تعطي دلائل أخرى اهما ان هناك مستهلكين للمخدرات يفوق ما نتوقعة . حيث أن القبض غالبا يكون على القليل وليس الكثير .
ومع افتراض وجود مستهلك لهذه الكمية الظاهرة . فماذا فعلنا من أجل هذا المستهلك ؟
منذ زمن ونحن نرفع شعار مكافحة المخدرات وهي مكافحة أمنية في المقام الأول . ولا تزال أوضاع المدمنين تشير إلي قصور في وسائل المكافحة وأنها ليست بالكفاءة المطلوبة .. كما أن المدمنين يعانون من التخلي عنهم صحيا واجتماعيا . فالتخلي الصحي يتمثل في قصور تصفية الجسد من أثر المخدر بحيث لا ينهض العلاج الصحي بدورة كاملا فيعود المدمن إلي دائرة الأدمان ثانية وثالثة . وفي الجانب الاجتماعي يتم اقصاء المدمن والتخلي عنه في عدة مستوياات اهمها التوظيف وقطع العلاقات الانسانية به فيغوص في بحر المخدرات ليملأ الفراغ المسيطر عليه
ومن المفترض نهوض الجهات المعنية بعلاج المدمن بنفس القوة والصرامة المتبعة أمنيا في منع تسلل المخدرات للبلد . بل يجب أن تكون اكثر عزما ونشاطا لأن المدمن هو الذي يخلق السوق فلو تم علاجه لم يكن سوق المخدرات بهذا القدر . ويجب ايضا حماية غير المدمنين من الشباب والشابات بتكثيف التوعية وأن لا تكون هذه التوعية على فترات زمنية متباعدة .
أخيرا ربما تشير الكمية إلي أننا في خطر حقيقي حيث أن نسبة المدمنين قد زادت اكثر مما نتوقع . وهذا يستوجب مراجعة أليات مكافحة المخدرات بصورة جذرية فلدينا جيل شاب لا نريده أن يغرق في بحر المخدرات .

عذرا على الأطالة ولكم فائق الود