حبي سر وجودي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


عام
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
حياكم الله وبياكم في منتديات حبي سر وجودي

 

 القناعة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
abo-alhesh f15
عضو مبدع
عضو مبدع
abo-alhesh f15


عدد المساهمات : 80
تاريخ التسجيل : 18/10/2011

القناعة Empty
مُساهمةموضوع: القناعة   القناعة I_icon_minitimeالجمعة أكتوبر 28, 2011 4:51 pm

القناعة :

هي الرضا الذي يغشي النفس بوضع الإنسان من حيث
الصحة أو المال ، أو الولد ، والتسليم بما هو مقدرله
من خير أو شر في كل مايتعلق بحياته .

وكلما زاد الوازع الديني لدي الفرد زاد إيمانه وقَنُعَ بما
قسمه الله له.

وإذا كانت القناعة شعبة من شعب الإيمان ، وأن
ماقدره لك الله سوف يأتيك سواء أكان خيراً، أم
إبتلاءً ، فإن ذلك لايعني الركون إلي ذلك القول والتقاعس
عن السعي لبلوغ مستوي أفضل وأحسن ، أو درء الشر ،
أو التخفيف منه ، فمع الإيمان بالقناعة علينا أن نأخذ
بالأسباب ، فمن كان فقيراً مثلاً ، يجب عليه ألا يستسلم ،
أو يستكين لحالته ، بأن يتفرغ للنظر لما في أيدي
الآخرين ، بل عليه أن يسعي ويطرق أبواباً جديدة لبلوغ
الرزق الحلال ، وحتي يكون قد بلغ رسالة ربه بالسعي
في مناكب الأرض ، فإن أفلح وبلغ من الرزق مأرباً ، فاز
وغنم ، وإن لم يوفق ، وقدر عليه رزقه، فأنه يكون قد
فعل ماعليه ، ووجب أيضاً أن يؤمن ويسلم بأن الله قد قدر
، وما شاء فعل .

إذن يتصل بالقناعة وجوب أن يلازمها الطموح وعدم
الركون ، ثم السعي ، وفي الأخير الرضا بالنتيجة
المتحصلة خيراً كانت أو شراً.

وإذا كان الطموح مندوباً في حالتنا هذه ، فيجب أن يكون
مناسباً لقدرات الشخص ، وألا يلقي بنفسه إلي التهلكة
تحت هذا المسمي ، وتحضرني هنا قصة أحد الملوك ،
والذي أراد أن يكافئ مملوكاً لديه ، فقال له " لك مني
كل مساحة تقطعها سيراً علي قدميك في مملكتي " فلما
سمع المملوك ذلك ، تملكه الطموح الذائد ، فظل يهرول
في ضِياع المملكة ، وكلما راودته نفسه بالكف ، أهمل
نداءها وظل يركض ويهرول ليكتسب المزيد حتي توقف
قلبه وخر صريعاً من النصب والتعب ، ولم يتحصل علي
شئ .

وقد نصادفأيضاً صوراً من الحياة تكاد أن تفتننا وتودي
بنا ، كأن نري شخصاً عادياً جداً في تفكيره وملكاته ،
ولا يتفوق علي غيره في شئ ، غير أن الرزق يسعي
إليه ويطارده أينما حل ، كأن يرزق البنين والبنات ،
أو أن تروج تجارته لأسباب لادخل له فيها ، فتأكل
الغيرة قلب جاره لحرمانه من الولد ، أو قلة يساره ،
ويظل يحدث نفسه بأنه هو الأذكي عقلاً ، والأقوي بنية
، وأنه كان الأجدر بما عند جاره ... وهنا يكون الخروج
عن القناعة في أوضح صورة ، والدخول في نطاق
الإعتراض علي حكمة الخالق سبحانه وتعالي ،

وما أكثر أن رأينا أن تتزوج شابةً ربما أقل من العادية
في العلم والجمال ورجاحة العقل من رجل ذو ملاءة ،
فتعيش في رغد وسعادة ، والعكس بالعكس ، أن نري
أخري تكاد أن تصل لحد الكمال في الجمال والعلم
والأدب والتعقل ، ثم تتزوج برجل فقير ، أو يتفنن في
إيذائها وتنغيص حياتها .

وفي أحيان كثيرة نري شخصاً قدر عليه رزقه ،
ولا نعلم حكمة الله في ذلك ، والتي ربما لو رزقه
بالمال أو الولد لأدي ذلك إلي فتنته وجعله من
أصحاب النار ، فهو الأعلم بعباده ، ويكون ماأصابه
به من فاقة كانت لحمايته وحفظه ، أو أن نري مريضاً
أهلكه المرض مع أخذه بكل أسباب الشفاء دون جدوي
، لحكمة لايعلمها إلا الله أيضاً ، فهو الأعلم بعباده ،
وحكمته في ذلك بالغة .

وفي الأخير يجب أن نؤمن ، وأن نكون قانعين بحكمة
الله وحكمته فينا ، فهو الحنان المنان ،والأعلم بنا قبل
أن نخلق ، وإلي أن نموت ، ويجب علينا التسليم
والرضا بما قسمه لنا خلال رحلتنا في الحياة .

وقد قرن الله الثواب العظيم لعباده الذين يسلمون
بما قسمه لهم ، الراضين بحكمه ، فقد قال جل شأنه
في حديث قدسي :

" ياإبن آدم قدرت عليك رزقك فلا تتعب ، فإن رضيت
بما قسمته لك ، تكون عندي مرضياً ، وإن لم ترضي
بما قسمته لك لأسلطن عليك الدنيا تركض فيها ركض
الوحوش في البراري فما يكون لك إلا ماقسمت لك ،
وتكون عندي شقياً ".

كما ورد في الأثر أيضاً :

" عبدي أنت تريد وأنا أريد ، ولا يكون إلا ماأريد ،
فإن سلمت لي فيما أريد كفيتك فيما تريد ، وإن لم
تسلم لي فيما أريد أتعبتك فيما تريد ، ولا يكون إلا
ماأريد "

ودمتم جميعاً بخير ،،،
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
القناعة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
حبي سر وجودي :: الملتقى العام :: مواضيع عامة-
انتقل الى: